من يضع خارطة لمتاهة الوطن؟
صائب خليل
كيف يستطيع المواطن العراقي ان يتابع ويتخذ موقفا سليما من كل من قضايا بلده؟ الفاو وطريق الحرير والابراهيمية وابتزاز كردستان، مثلا؟
واغتيال الشهداء والاعلام المضلل وانهيار التعليم وامتداح التحريض الطائفي، وقانون المحكمة الاتحادية وقانون شركة النفط الوطنية ونافذة بيع العملة؟
وفضيحة شركات النقال واستمرارها بعد الفضيحة، وخفض الدينار والخصخصة وفتح الاسواق على الاردن ومد النفط حتى مصر وعقود التراخيص والارقام التي لا يستطيع المواطن ان يحللها ويتخذ منها موقفا، وسر استمرار دعم النفط للأردن
وفضيحة تنصيب عميل للسفارة الامريكية من الكتل الكبرى المحسوبة على المقاومة، وبدعم من حكومة ايران الدعامة للمقاومة، وهو متهم بقتل ايقونتها؟
ووزراء لم ير التاريخ بمهانتهم ورئيسهم يخجل المرء من عراقيته ورئيس حكومة يؤمن الجميع بأنه عدو، ووزير خارجية يتكلم باسم البلد بالضد تماما منه،
ومفاوضون عن الشعب يقفون في خندق المفاوض الآخر، وساسة يؤكدون حاجتهم للمحتل علنا حتى وهو يمعن في الاغتيال
واحزاب تعلن مواقفها الصهيونية بلا خوف وتتصل مباشرة بالإعلام الاسريلي،
وتوالي الفضائح المالية دون حساب وان كشفت فبلا نتيجة، وتعيين صهيوني لقيادة المصرف التجاري العراقي، وآخر متهم بالسرقة لإدارة المصرف المركزي العراقي؟ وكيف انقلبت كردستان الى دائن لنا، ولماذا يجب ان تدفع بغداد رواتب موظفيها؟
وحشو الامن والجيش بالخونة وحكومة تدعي خفض القوات الاجنبية وهي تدخل 4500 كلب حراسة جديد من الناتو “للتدريب”؟
تبديل 300 ضابط بمشبوهين، وإعادة قياديين متلبسين بالتخابر مع العدو لمناصبهم، والصمت عن ادارة الإمارات (اسرائيل) لجهاز المخابرات..
مواطن لا يعلم ان كان هناك شريف في برلمانه ام انها مسرحيات تلهية مسموح بها مادامت لا تنتج فعلا، وإلا لماذا لا يعترض كل شرفاء البرلمان على كل مخازيه؟
قائد ديني اخرج الاحتلال ببطولة اتباعه، كيف انقلب وصار يعمل منذ عشر سنين في خدمة الاحتلال بلا خجل، حتى في تحطيم دينه؟
وزيارة البابا وما يحدث في سنجار، لماذا يحتسب ركاب عبارة غارقة، شهداء تدفع لذويهم الرواتب (ولغيرها ايضا) وإلى متى؟ ماذا عمن يموت في سقوط بناية؟ في حوادث السير؟
وهل هناك مقاومة، وان كانت هناك فلماذا لا تسعى للاتصال بالشعب رغم انها لا تملك سواه، ولماذا ترتكب الحماقة تلو الحماقة دون ان يبدو عليها اي احساس بالخطأ؟ كيف تقوم كتلتها بتنصيب عميل لمحتلها، وكيف يستمر انتخاب قادتها كأن شيئا لم يكن؟
وكيف مازال هناك مواطنون مصرون على دعم التظاهرات رغم انكشاف علاقاتها المشبوهة ورغم عدم تحقيقها الا التدمير ونشر العنف وانعدام الهدف وتغيير القوانين نحو الأسوأ والمناصب نحو الافسد والأكثر عمالة؟
ولماذا يغير قانون الانتخاب إلى قانون هو الأسوأ في التاريخ، وقانون المفوضية العليا للانتخابات الى الأسوأ من السابق؟
لماذا يبقى العراقي في ظلام عما يجري في برلمانه ولا يعرف من صوت على قوانينه ومن رفضها إلا بـ “تسريب” الاخبار والأفلام؟
هل صحيح ان المناصب تباع؟ ومن يملكها ليبيعها؟ ولماذا لم يخرج احد حتى الآن باعترافات عن ابتزازه ليفهم الناس ما يجري؟ كيف تمكنوا من ملئ المناصب بالسفلة بهذا الشكل وبكل هذا الصمت؟
و.. و… و…
من يلملم كل هذا ليصنع منه صورة لميدان المعركة، وخارطة توضح الخطوط العامة، لعل المواطن يرى دربه، أين له ان يتجه وعمن يبتعد، مع من يجب ان يتفق ومن يقاوم، أي اقتصاد له وأيه ينهبه، اي اعلام معه وايه يدفع الرواتب لتدميره.. من يجب ان يدعم بحياته ومن يجب ان يغتال.. إن اراد البقاء؟