مفاوضات تحديد حدود لبنان البحرية تجري بإشراف صهيونيين
صائب خليل
المبعوث الاممي السابق في العراق، مثل الذي سبقه، صديق حميم لإسرائيل: السلوفاكي يان كوبيش، يشرف اليوم على تحديد حدود لبنان مع إسرائيل، بعد خدمته لمصالحها في العراق وأفغانستان كممثل للأمم المتحدة فيهما، وبمعية صهيوني حميم آخر هو مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر. وتنصيب أصدقاء لإسرائيل في الدول العربية والإسلامية من قبل الأمم المتحدة ليرأسوا بعثاتها امر صار يدين هذه المنظمة المتزايدة انبطاحا لإسرائيل. فبدلا ان ترسل من يمكنها ان تعتمد عليه للقيام بمهماته الأممية بشرف، فإنها ترسل من يخدم إسرائيل، خاصة حيث تضطرب الأوضاع ولا توجد حكومة توقف هذا الاتجاه عند حده، مخاطرة بسمعتها في تلك البلدان.(1)
مثل سابقه ميلادينوف، فإن يان كوبيش صديق قديم وحميم لإسرائيل. فعلى سبيل المثال، نقلت الجيروزالم بوست عن كوبيش قوله “باننا لا نشعر بالحرج ان نقول للفلسطينيين أننا نفخر بان نعتبر أنفسنا أصدقاء لإسرائيل!”. ويشير التقرير الى انه كان للخارجية السلوفاكية بقيادة كوبيش دور فعال في تمرير القرارات المعادية لإيران في مجلس الأمن، وانه “يشاطر اسرائيل في قلقها من إيران ويقف مع اسرائيل ضدها”. كذلك قام بزيارة لمستوطنة سديروت ليعلن تضامنه مع سكانها بعد تعرضهم لصواريخ القسام. (2)
وشريك كوبيتش في الاشراف على المفاوضات من الجانب الأمريكي، ليس اقل حماسا لإسرائيل منه. فلطالما واجه تعيين ديفيد شينكر كمساعد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط انتقادا من العرب الذين يرون ان من المفروض تعيين شخص يتمتع بالحد الأدنى من الحيادية، لكن ما الذي نتوقعه من حكومة ترمب؟
ويوصف شينكر، الذي برز أولاً ككاتب في معهد واشنطن المتعاطف مع إسرائيل، بأنه شخصية مقرّبة من “إسرائيل” ومعادية للفلسطينيين والقضية الفلسطينية. كما انه كان في مناصب مؤثرة في سياسة البنتاغون مع سوريا ولبنان والأردن والسلطة الفلسطينية، وله آراء معادية جدا لإيران ومن الذين تعهدوا ان لا يسمحوا لإيران بامتلاك السلاح النووي. وعبر شينكر عن اعجابه الشديد بفريق القبعات البيضاء الذي ثبت احتياله في سوريا في فضائح الكيمياوي وغيرها، ويرى ان الفلسطينيين “متطرفين” في مطالبهم من إسرائيل، كما انه ينشر مقالاته في جيروزاليم بوست اليمينة، وله مواقف شديدة العداء للمقاومة اللبنانية بشكل خاص.(3)
وللمزيد عن شينكر يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو(4)
من الواضح ما مدى التأثير الذي يستطيع كل من شينكر وكوبيتش ممارسته لدعم مصالح إسرائيل في هذه المفاوضات، لكن
الامر بلا شك يدعو للقلق والحذر.
(1) ممثلو الأمم المتحدة في العراق وإسرائيل – علاقات متميزة وخطرة!
http://www.jpost.com/Iranian-Threat/News/Slovakian-FM-to-Post-We-stand-with-Israel-against-Iran
(3) تعرّف على ديفيد شينكر: المبعوث الأمريكي الجديد وابن “إسرائيل” المخلص
https://www.noonpost.com/content/28108
(4) ديفيد شينكر… “الصهيوني اللطيف” ماذا يفعل في بيروت؟
https://www.youtube.com/watch?v=KYLyNgYYppc