كاظمي السفارة يختار صهيونيا متهماً بالقتل مديراً للمصرف التجاري العراقي

عين الكاظمي سالم الجلبي، (ابن أخ أحمد الجلبي) والذي يسميه اصدقاءه “سام”، مديرا للمصرف العراقي للتجارة. وكما سنرى فان “سام” المتهم بجريمة قتل، صهيوني أصيل، رغم كونه غير يهودي. وهو مثل “المسيحيين الصهاينة”، يلتزم سام الجانب الأشد عدوانية واحتقارا للعرب من الصهاينة، ويقيم العلاقات والشراكات معهم.

سلم بريمر الى “سام” مهمة إدارة محاكمة صدام وتحديد القضاة والمحققين فيها، وهي علامة على ثقة كبيرة جداً من بريمر به، رغم انه رجل اعمال لا يمتلك اية مؤهلات او خبرة قانونية وقضائية. وبرر سالم ذلك بأن مهمته الإشراف على المحكمة، وأنه لا يتلقى راتب عن ذلك، وهذا يثير الريبة أكثر في تقديري.(1)

ويعرف عن سام الجلبي كونه متهم بجريمة قتل هيثم فاضل، مدير عام في وزارة المالية، مسؤول عن إدارة أموال الدولة كان يحقق في استيلاء حزب المؤتمر وغيره، على أملاك للدولة، عام 2004، ثم تمت تبرئة الجلبي “لعدم كفاية الأدلة”.

لكن ان كانت تهمة القتل ليست ثابتة على الرجل، فأن هناك ثوابت أخطر بكثير، تجعل من تقلده أي منصب في العراق خطرا على البلد، واهم تلك الثوابت هي علاقته الوطيدة وشراكته مع أحد الصهاينة المستوطنين، “مارك زيل”، وكذلك مع كل التجمع الصهيوني المتطرف في الإدارات الامريكية واشهرهم دوكلاص فيث، المعروف بعرّاب حرب العراق، لكونه أشهر من خلق الأكاذيب اللازمة لتبرير تلك الحرب للشعب الأمريكي.(2)

إذا كان علينا ان “نسأل عن الصديق قبل الطريق” فأن خير ما علينا ان نسأل عنه لمعرفة حقيقة “سام” الجلبي هو صديقه وشريكه الوفي، مارك زيل.

كتب برايان وتتيكر: ” صهيوني متطرف يشارك ابن اخ أحمد الجلبي لتشجيع الاستثمار في العراق.” حيث اسسا اول شركة عراقية – إسرائيلية تم توثيقها بعد سقوط صدام حسين، وكانت باسم “مجموعة العراق للقانون الدولي” ( Iraqi International Law Group)(3)

وتقدم الشركة للشركات الأجنبية الأدوات والمعلومات التي تساعدها لدخول السوق العراقية والنجاح فيها، كما يصف موقعها. أسس الشركة كل من مارك زيل (Marc Zell) وسالم الجلبي، واتخذت مقرها المؤقت في فندق فلسطين في بغداد. ولتجنب ظهور الشركة بمظهر صهيوني، كان سالم في الواجهة، ولم يكن زيل معروفاً. لكن صحيفة الغارديان كشفت ان زيل هو صاحب موقع الشركة على الانترنت، فقام هذا بتحويل ملكية الموقع الى سام الجلبي في اليوم التالي، إلا ان محتواه وبرامجه التي اعدت في إسرائيل لم تتغير.

في 1980 اهتم زيل بالصهيونية، وبعد عدة زيارات لإسرائيل انتقل للعيش فيها في مستوطنة “آلون شفوت” في الضفة الغربية المحتلة عام 1988 وفي وقت تصادف مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وحصل كأي يهودي على الجنسية الإسرائيلية.

وتواصل زيل، مع جماعة “كوش ايمونيم”، (أي كتلة المؤمنين) والتي تؤمن ان الأراضي التي استولت عليها إسرائيل عام 67، قد اهديت لإسرائيل من الله. وقال زيل أنه يرى أن مستوطنة آلون شيفوت المسورة بالأسلاك الشائكة والتي تتعرض للهجمات أحيانا، أفضل مكان لتربية أطفاله.

وفي انتخابات 1996، انضم زيل الى فريق نتانياهو الانتخابي، وكان أيضا عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي لحزب الليكود. وعمل منذ ذلك الحين ناطقا باسم المستوطنين. وفي احدى مقالاته كتب زيل ان “حق العودة للفلسطينيين غير قانوني ولا أساس له أو مبرر من الناحية التاريخية”. ووصف الجلبي دور زيل في “مجموعة القانون الدولي العراقية” بأنه إيجاد الشركات التي تهتم بالعمل في العراق.

انتقل زيل الى مستوطنة “تيكوا” عام 2016 ودعم ترمب في انتخابات عام 2016، حيث بذل جهدا ليدفع بأصوات الامريكان في إسرائيل إلى جانبه.(4)

كذلك كان لسام علاقات وطيدة مع شريك زيل، الصهيوني المهم التأثير “دوغلاص فيث”، والذي لعب دوراً كبيراً في إقناع الامريكان ودفع الدوائر الامريكية إلى احتلال العراق. وفيث من عائلة عريقة الصهيونية حيث كان والده عضوا في منظمة “بيتار”، وهي منظمة تدعوا لإعادة النظر بالأسس الصهيونية التي اقرها حاييم وايزمان وديفيد بنجوريون، وتؤمن ان حدود إسرائيل يجب ان تكون اقصى ما تستطيع إسرائيل ان تحتله من أراضي، وان اليهود يجب ان يحكموا كل فلسطين والأردن.(5)

 وكان دوكلاص فيث، يرى ان المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة، قانونية، وسعى لتشجيع مشروع تجهيز النفط العراقي الى إسرائيل بواسطة الأنابيب (والذي تكفل به العبادي ثم نشطه عبد المهدي ومازال قائما). وفي 1996 كان فيث اهم دعاة احتلال العراق كخطوة أولى نحو إعادة تشكيل “المحيط الاستراتيجي” لإسرائيل.

وخلال حكم ريغان، تمكن فيث من اقناع الحكومة الامريكية بعدم التوقيع على البروتكول الملحق في اتفاقية جنيف الذي يحمي حقوق أسرى الحرب من الذين لا يمثلون دولة محددة.

وبعد حرب العراق تعرض فيث للملاحقة القانونية لأكاذيبه على الشعب الأمريكي ومؤسسات صنع القرار الأمريكي حيث اتهم بتقديم تقارير تكاد تكون كاذبة في كل نقطة فيها، بهدف دفع البلاد الى الحرب، وكان مرشحا للاتهام بارتكاب جرائم حرب في محكمة اسبانية. واتهم مكتبه بالمساعدة على تمرير معلومات سرية الى دبلوماسي إسرائيلي.

وقد اضطر بوش للتخلي عنه فور توليه ولايته الثانية لتجنب سوء سمعته.

وفي ملف العراق كان “فيث” المسؤول عن إدارة سياسة “اجتثاث البعث”، والتي كان مثال الآلوسي أحد قيادييها المهمين، ويبدو ان المهمة الموكلة له ولرفاقه هي تجنيد البعثيين المستعدين لصالح إسرائيل وتهديد الرافضين او قتلهم، وافراغ العراق من العلماء والخبراء، حيث كان معظمهم من المنتمين للبعث لان الحزب كان يقصر البعثات على الحزبيين. وطبيعي فأن هؤلاء يسهل ابتزازهم لضعف موقفهم، خاصة وان مصطفى الكاظمي قد سلم الى اميركا وإسرائيل الأرشيف الذي يحتوي على كل الاسرار التي يحتاجانها لابتزاز هؤلاء، اسوة بغيرهم من القادة المهمين.

في هذا المحيط كان سام الجلبي يعيش ويتعامل ويتآمر، وهذه كانت صحبته، والكاظمي لم يكن بعيداً عنه.

وكما قلنا أسس سام الجلبي شركته العراقية الإسرائيلية لتشجيع الاستثمار في العراق باسم “مجموعة العراق للقانون الدولي” مع “مارك زيل”، وكانت مهمة “زيل” في تلك الشراكة، ان يقنع العملاء الأثرياء من الأمريكان والروس (اليهود الذين استولوا على ثروات الاتحاد السوفيتي)، بالمشاركة بمشاريع إعادة الإعمار في العراق، وكانت مهمة سام التوسط لهم مع المسؤولين الأمريكان والعراقيين للحصول على العقود.

وفي دعايتها تقول الشركة: “لا يمكنك ان تقدم المشورة للبزنز في العراق دون ان تكون قريبا من المسؤولين في مجلس الحكم، والوزراء”. وقدمت الشركة المشورة لغرفة تجارة بغداد واتحاد الصناعيين العراقيين.

كذلك ارتبط اسم سام الجلبي مع شركة مرتزقة باسم “إيرينيس”، حصلت هذه على عقد بمبلغ 80 مليون دولار لحماية المنشآت النفطية العراقية، بحجة كونه “مستشار” لها.

وأخيراً كان لتعاون سام وزيل تأثير مهم في كتابة القوانين التجارية العراقية والدستور العراقي.

هذا هو الرجل الذي اختاره الكاظمي (إن كان يختار) لاستلام بنك التجارة العراقي، وهو ما يبرهن الدور المكلف به في العراق، ويثبت ان كل يوم يمر عليه، يغرق العراق في الوحل ويقيد بالأصفاد التي ستتزايد صعوبة تحطيمها مستقبلا، كل يوم!
صائب خليل

تابعونا على:

https://saieb.com

https://t.me/saieb_Khalil

(1) سالم الجلبي..القضاء العراقي غير عادل

https://www.alarabiya.net/articles/2004/08/11/5645.html

(2) سالم الجلبي: ويكيبديا

https://en.wikipedia.org/wiki/Salem_Chalabi

(3) “مجموعة العراق للقانون الدولي” ( Iraqi International Law Group)

https://en.wikipedia.org/wiki/Iraqi_International_Law_Group

(4) Donald Trump supporters launch push for American ‘swing state’ votes in Israel

(5) https://en.wikipedia.org/wiki/Revisionist_Zionism

(6) Zionist settler joins Iraqi to promote trade

https://www.theguardian.com/world/2003/oct/07/iraq.israel