By Saieb Khalil in اخرى — ٢٦ فبراير ٢٠٢١

النسخة المرسلة لرسالة استفتاء السيد السيستاني حول موقف الشرع من التطبيع مع قائمة ?

بسم الله الرحمن الرحيم

“فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يُتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه! فلا تكفّوا عن مقالةٍ بحق أو مشورةٍ بعدل” – الإمام علي

سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتعرض بلدنا العراق، مثل كل البلدان العربية الأخرى اليوم، الى ضغوط شديدة مختلفة تهدف الى إدخاله في مصيدة التطبيع مع الكيان الصهيوني. وباعتباركم الملجأ الذي أنقذ العراق أكثر من مرة في السنوات الأخيرة سواء كان الخطر هو الطائفية او داعش فإنني الجأ اليكم لترفعوا يدكم السمحاء بوجه هذا الخطر الشديد الذي يواجه الشعب العراقي ويقترب منه أكثر كل يوم.

يذكر الشعب العراقي انكم اعطيتم بكرم آراءاً قيمة في أمور سياسية كلما وجدتم في ذلك ما يخدم الناس، واشترطتم لاعترافكم ودعمكم للجنة كتابة الدستور بانتخابها من قبل الشعب، فوجهتم بأن “يكتب بأيدي عراقية لعراقيين منتخبين من الشعب” وهددتم بعكس ذلك بإصدار “فتوى بعدم شرعية هذا الدستور”.⁽¹⁾ وتابعتم كتابة الدستور ومحصتموه وانتبهتم ونبهتم الى نقاط الخلل وحتى الغش فيه. واصررتم على ان يكون كل النفط العراقي لكل الشعب العراقي فأهديتم بذلك أثمن مادة دستورية للشعب تساند وحدته!

وفي الشأن الفلسطيني اصدرتم العديد من البيانات منها بيانا يندد بمجزرة جنين عام 2002، وبالعدوان على غزة عام 2008 وقبلها ادنتم اغتيال الشيخ ياسين.⁽²⁾، ولاحقاً ادنتم واستنكرتم اعتراف اميركا بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي⁽³⁾وغيرها.

حين طرحنا فكرة الطلب اليكم، قال بعض الأخوة أن التطبيع ليس مطروحا على العراق كخطر حالي، لكن هذا بعيد عن الصحة. فهناك مؤشرات كثيرة مقلقة على أن اجبار الشعب العراقي على التطبيع، قضية وضع لها الكيان الإسرائيلي جهودا كبيرة منذ بداية الاحتلال، وإنها تتزايد باضطراد. فنلاحظ زيادة في وقاحة الدعوة للعلاقة مع إسرائيل في الاعلام العراقي، وبين سياسييه، فقد تكررت مؤخرا كما تعلمون تصريحات مشبوهة لمسؤولين عراقيين بهذا الصدد، واخترق المؤسسات العراقية في زمن هذه الحكومة شخصيات ترتبط بالشراكة مع صهاينة مثل علاقة الشراكة الخطرة بين أهم مؤسسات الدولة المالية مثل مدير المصرف التجاري العراقي الحالي واحد المستوطنين الصهاينة الذين يعتبرون من أكثر الصهاينة كراهية للإسلام والعرب واشدهم عدوانا عليهم!⁽⁴⁾ كذلك تنتشر على النت صوراً تبين غزو البضاعة الإسرائيلية للأسواق العراقية، لتشمل حتى العاب الأطفال، والتي تجدون عليها العلم الإسرائيلي واضحا وكبيرا في حملة تطبيع نفسية واضحة.

لقد وجدت خلال بحثي في بياناتكم، وجوابا على سؤال طرحته احدى الجهات، أن “المرجعية الدينية في النجف الأشرف تتواصل مع النخب المثقفة من أساتذة الجامعات وغيرهم، وتسعى إلى رفع مستوى الوعي الثقافي لدى مختلف شرائح المجتمع العراقي، فإنّ ذلك هو السبيل الوحيد لدرء الأخطار عن العراق وشعبه.” و “أن المرجعية الدينية (…) لم ولن تداهن أحداً أو جهة فيما يمسّ المصالح العامة للشعب العراقي العزيز”

وكما ترون مما سبق طرحه، فإن الشعب العراقي اليوم يواجه خطر التطبيع الداهم، الذي يهدد كيانه كله بما في ذلك قيمه الدينية والأخلاقية واستقلاله بل ووجوده. وهو لذلك بأمس الحاجة الى كلمة حق واضحة منكم، لرفع المستوى الثقافي المقاوم الرافض للتطبيع ولاغتصاب بلاد المسلمين، وحقنه بالمناعة من جهة، ومن جهة أخرى توعية المغيبين البسطاء الذين اضاعهم سيل السموم الإعلامية وافتقارهم الى حصانة الوعي المقاوم لحماية أنفسهم. حيث لا يصل صوت إلى الفئات البسيطة المعدمة من الشعب كما يصل صوتكم، وهو بأمس الحاجة اليه ليعرف دربه في هذه الدروب السياسية والإعلامية الشائكة. وفوق ذلك كله، فأن فتواكم وصوتكم خير نواة يتجمع الشعب حولها، كما كانت فتواكم المباركة التي أسست الحشد وانقذت البلاد من خطر داعش التي أسسها الاحتلال ودعمها لتدميرنا.

اليوم ترتفع الأصوات الوقحة لتطالب علناً بالسلام والتطبيع والعلاقة مع إسرائيل، والتي هي في حقيقتها ليست الا خطة لاستعباد الشعب العراقي لإسرائيل. فلم يعد النائب السابق مثال الآلوسي هو الوحيد الذي يتجرأ على طرح هذا الخطاب⁽⁵⁾ بل ذهب رئيس القائمة العراقية السابق أياد علاوي الى ذات المنهج⁽⁶⁾ كما ذهب قائد أحد الأحزاب الجديدة المنبثقة عن تظاهرات تشرين، فذهب إلى ما هو اوقح واشد صلافة في هذا الاتجاه، وأجرى مقابلة مع محطة تلفزيون إسرائيلية، وهو ما يحدث لأول مرة في العراق!⁽⁷⁾ثم أعلن بطريقة مهينة احتقاره لشعب فلسطين وقضيته ودعمه للتطبيع مع اسرائيل⁽⁸⁾.

نعم ان الخطر داهم اذن، وحاجة شعبنا للفتوى اليوم كحاجته للقاح ضد مرض الكورونا الخبيث، والوقت ليس بصالحنا فكلما تأخرنا بالحصول على اللقاح فات الوقت على عدد أكبر من الضحايا، وان تأخر كثيرا، فقد تكون الفرصة قد ضاعت على البلد كله، وهو ما نرجوا درؤه بمساعدة ودعم سماحتكم، ولكم منا جزيل الشكر والامتنان ووفقكم الله لخير المسلمين!

عن الموقعين على الرسالة- صائب خليل

مرفق: قائمة بأسماء الموقعين – 352 اسماً تبدأ حسب الابجدية بـ: أبرار قحطان قاسم وتنتهي بـ: يونس عليوي عودة

(1) السيد السيستاني وكتابة الدستور

https://www.alalbayt.org.lb/references.aspx?ID=128&ItemType=item

(2) السيد السيستاني والقضية الفلسطينية

https://www.alalbayt.org.lb/articledetails.aspx?ID=1267

(3) السيد السيستاني ورفض القدس كعاصمة لإسرائيل

https://www.sistani.org/arabic/statement/25868/

(4) كاظمي السفارة يختار صهيونيا متهماً بالقتل مديراً للمصرف التجاري العراقي

https://saieb.com/article/441

(5) مثال الالوسي: نسعى لعلاقات طبيعية مع كل دول العالم ومنها إسرائيل

https://www.youtube.com/watch?v=ncVMnx-JV6Q